السبت، 19 مايو 2012

محمد الدرة والمسيخ الدجال وفتاة التحرير


ايوة يا ماما يعني  إزاي بردو نبقى عارفين ان في واحد شرير اسمه المسيخ الدجال وان اللي هيسمع كلامه هيخش النار وبردو يبقى في ناس هتصدقه؟"

سألت هذا السؤال لأمي عندما حكت لي عن ما سيحدث قبل يوم القيامة وأنه سوف يأتي برجل يدعي النبوة ومن سيتبعه سيكون من الخاسرين. لم استطع تخيل ان هناك من البشر من سيتبع المسيخ الدجال مع اننا نسمع منذ الصغر انه  "شرير".

ولم اكن من المؤمنين بفكرة الحزبين- الحزب الطيب والحزب الشرير. بمعنى أصح لم أكن أؤمن بالأبيض والاسود فقط ولكن منذ بداية ثورة يناير وأنا ارى الأحداث أبيض واسود. كيف يمكن لشخص مؤمن بالعدل والخير أن يدافع بحرقة عن نظام فاسد؟ ووقتها فقط فهمت ان من يدافع عن الظلم يخترع الحجج ويركز في تفاصيل تجعله ينسى الصورة الكبيرة وبهذا يكون قد أرضى ضميره.

المدافع عن الباطل لا يقول لنفسه انه يدافع عن الباطل...ولكنه يرهق تفكيره في تفاصيل هدّامة..مثله مثل المحامي الفاسد الذي يسعى فقط وراء الثغرات التي تخرج موكله من ورطته بغض النظر عن ما اذا كان قد ارتكب الجريمة بالفعل ام لا.

ومن هنا ادركت ان من سيتبع المسيخ الدجال سيجد مليون سبب يجعله من المؤمنين به

تذكرت ايضا منظر محمد الدرة وهو بين احضان ابيه يتوسل ببكائه للجندي الاسرائيلي بأن يرحمه ويتركه يعيش ولكن قتله الجندي بكل قسوة وانعدام الانسانية...وحينها تسائلنا جميعا كيف يمكن لإنسان ان يقتل طفل اعزل وهو بين احضان ابيه؟ لا أحد اكترث لمعرفة سبب وجود محمد في هذا المكان وما اذا كان ابوه قد تعدى على هذا الجندي مثلا مما افقده وعيه وجعله يصوب بسلاحة في صدر الطفل لينتقم من الأب....فالمشهد كان واضح وصريح..لم نكن نحتمل سماع اي مبررات او شرح للموقف...كان موقف قاسي وهذا يكفينا

وبعد ذلك يأتي مشهد فتاة التحرير المسحولة ونراها امام أعيننا تُسحل وتتعرى وتُضرب بقسوة...كيف تمكن البعض بأن يتجاهل هذا المنظر ويعبث وراء سبب وجودها في المكان او سبب عدم ارتدائها لطبقة داخلية من الملابس او حتى اختيارها للون حمالة الصدر التي ارتدتها تلك المسكينة.

لو حدثت تلك الواقعة في فلسطين لكنا وجدنا هؤلاء الكفيفين يدافعون بحرقة عن شرف الأمة الاسلامية والعربية وكنا سنجدهم
يتوعدون للأجناد الاسرائليين بالثأر لشرفهم

...وهذا لأن الكلام عن الفضيلة أسهل بكثير من تطبيقها

   وهذا ايضا لأن ارتباطنا بالأديان ما هو الى قصص وروايات نقرأها ونفتخر بعظمة ادياننا وحين يأتي علينا الدور لإختيار حزب "الخير" ايأ  كان شكله ننسي تلك الروايات والقصص في ثوان وكأن غرض تداولها بين الأجيال كان للتسلية او التفاخر فقط

وتلك المواقف هي التي تبين للإنسان ما اذا كان سيتبع المسيخ الدجال ام لا

أسأل الله ان يلهمنا البصيرة والقوة لرؤية الحق كما هو عليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق